"يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني" مزمور 69
صفحة 1 من اصل 1
"يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني" مزمور 69
"يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني" مزمور 69
…… سطور من الكتاب البالغ الروعة
حياة الصلاة الأرثوذكسية
للأب متي المسكين
يقول : + إن هذه الصلاة القصيرة حرب شعواء ضد عدونا . فعندما يصرخ بها المسكين حينما تحوط به الأعداء يأتي القدير سريعاً ليبدد مشورتهم ويفرق شملهم . إن هذه الصلاة لهي بمثابة اثني عشر جيشاً من الملائكة بمركبات وفرسان من نار .
+ في تلاوتها ثقة وسلام وأدوية شفاء من الهموم والأحزان والضيقات ، وليس في الحزن والضيق فحسب بل وأيضاً حينما يصيب الإنسان نجاحاً روحياً أو ينال نعمة من هبات الروح القدس ، فعندما يتلوها تذكره أن لا يظن في نفسه شيئاً ، لأن الأعداء لا يزالون يجولون حولنا ولا تزال الخطية رابضة بالباب ولا خلاص إلا بالرب ولا دوام للسلام إلا بمعونته.
+ هي صلاة نافعة لكثير ، فكما تعبر بنا وادي الضيق والدموع تصعد بنا إلي قمم الفرح والسلام . كم هي تلائم طبيعتنا البشرية المتقلبة بين الحزن والفرح والضيق والسلام.
+ إذا ما كلفت بشهوة بطني وجاء العدو يعرض علي موائد الملذات والشهوات وذكرني وأنا في القفر بطعام العالم حينئذ أسرع فأقول : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ) . إذا ما طلبت نفسي الطعام في غير ميعاده وغرتني شهوة بطني لآكل قبل أن يحل أوان الأكل أصرخ وأقول : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ) .
+ إذا ما ابتدأ الخوار يدب في أعضائي ليعوقني عن الاستمرار في قانون صيامي … ويثور جسدي محتجاً ويجف جوفي ويلتصق لساني بحنكي وتهدد طبيعتي بالإمساك المخيف …. فلكي أسير في طريقي مثبتاً وجهي نحو الصليب لأصل إلي وفاء نذوري أقول : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ حينما أتقدم إلي المائدة وتعاف نفسي نوعاً من الطعام و أتكره أن أسند جسدي باليسير مما قدم لي ، علي أن أدعو : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ حينما أرغب في تقويم القلب والفكر بالقراءة والمزامير ويبتدئ الصداع ينغص علي سهري ويستدرجني لطلب النعاس في غير ميعاده . وتثقل رأسي ويلتصق عقلي بالصفحة التي أمامي وأجد نفسي وقد غمرت في بحر عميق من التراخي تجوز علي لججه ، لجة تنادي لجة ، ويتقدم تيار النوم ليجرفني و يلقيني في ذلك العمق فأحرم من صلاتي ومزاميري ، في ذلك الحين أصرخ هاتفاً : أما يهمك يا رب أني أغرق ؟ ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ حينما يطير النوم من عيني وأقضي الليالي تباعاُ وأنا مسهد قد دب في الهزال من الأرق وقد أحكم علي الشيطان شباكه ليلقيني في جو من الانزعاج والقلق أتنهد وأقول : ألا تعطي يا رب أحباءك نوماً ؟ ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ عندما أكون في جهادي ضد الخطية وقد ألتهب جسدي بشهوة اللذة وقد سرى في أعضائي إحساس خفي بوجع الزنا الرديء ، وقد وقف الشيطان مقابلي يجذبني جذب اليائس المتوقح ، فلكي لا تحرق هذه النار الثائرة زهور العفة في أصرخ : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ وعندما يتحنن القدير فيرفع هذه الضغطة عني ويطفئ لهيب الشهوة مني أناديه لكي تدوم راحتي فيه ويبقي سلامي في طويلاً : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ حينما تسري في لدغة الغيرة المرة وتخيم علي عقلي سحابة من الحسد والبغضة ، وأجد نفسي وقد دفعني العدو من علو سلامي وأخرجني من هدوئي المحبب لي الذي تمنيت لو عشت فيه أبداً
، أصرخ بأنات عميقة : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ إذا ما تآمرت علي نفسي ومجدت ذاتها وطلبت المديح وسعت وراء الثناء والإعجاب ، وجدت وراء الكرامة والشهرة واستبدت بنفسي الآمال والظنون ، أرجع في الحال أستغيث : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ) .
+ وإذا ما أشرقت علي نعمة التواضع والبساطة وبإماتات كثيرة أخضعت روحي للتحرر من نفخة الكبرياء ، فلكي لا ينؤ علي الكبرياء بثقله مرة أخرى عندما تزهو نفسي بنجاحها والعدو واقف يراقبني ليحطمني بلا شفقة ، أدعو : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ عندما أكون مبدد النفس بأفكار طائشة وقد استبدت بي جيوش الظنون والأوهام وقد تاه قلبي ولم أعد أجد في نفسي سلاماً ، أحاول أن أجمع نفسي للصلاة فتتراكم علي أثقال الهموم كالجبال ، وتتراءى أمام ناظري صور سخيفة من ذلك الماضي البعيد الأثيم ! تتزاحم في مخيلتي كأنما يريد الشيطان أن يعرضها كلها في لحظة ، وتنبري لي آثامي وهي تسخر مني كأنها أشباح وظلال تطبق علي فأشعر بأنفاسي وقد انحصرت داخلي ، ونفسي قد جفت حتى عز علي أن أذكر حسنة واحدة من حسنات الحياة ، حينئذ أخرج من ذلك الجو الخانق صارخاً : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ وإذا ما شعرت بفاعلية الروح القدس ، وقد أدركت خفياً غوامض من حكمة الله وابتدأ قلبي يتدرج في الحكمة والفطنة والمعرفة وأدركت الفرحة التي لا يعبر عنها باللفظ ، وأنحل عقلي من رباط الماديات فأخذ يطوف حراً طليقاً في أجواء النعمة العليا ، وقد غمرت نفسي مشاعر سرية وأهلت فجأة أن أستدعي للدخول في ذلك النور العجيب وأدرك بالرؤيا استعلانات القدير ، فلكي أدوم هناك طويلاً ولكي أشرب حتى أرتوي ، ألح باشتياق : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
…… سطور من الكتاب البالغ الروعة
حياة الصلاة الأرثوذكسية
…… سطور من الكتاب البالغ الروعة
حياة الصلاة الأرثوذكسية
للأب متي المسكين
يقول : + إن هذه الصلاة القصيرة حرب شعواء ضد عدونا . فعندما يصرخ بها المسكين حينما تحوط به الأعداء يأتي القدير سريعاً ليبدد مشورتهم ويفرق شملهم . إن هذه الصلاة لهي بمثابة اثني عشر جيشاً من الملائكة بمركبات وفرسان من نار .
+ في تلاوتها ثقة وسلام وأدوية شفاء من الهموم والأحزان والضيقات ، وليس في الحزن والضيق فحسب بل وأيضاً حينما يصيب الإنسان نجاحاً روحياً أو ينال نعمة من هبات الروح القدس ، فعندما يتلوها تذكره أن لا يظن في نفسه شيئاً ، لأن الأعداء لا يزالون يجولون حولنا ولا تزال الخطية رابضة بالباب ولا خلاص إلا بالرب ولا دوام للسلام إلا بمعونته.
+ هي صلاة نافعة لكثير ، فكما تعبر بنا وادي الضيق والدموع تصعد بنا إلي قمم الفرح والسلام . كم هي تلائم طبيعتنا البشرية المتقلبة بين الحزن والفرح والضيق والسلام.
+ إذا ما كلفت بشهوة بطني وجاء العدو يعرض علي موائد الملذات والشهوات وذكرني وأنا في القفر بطعام العالم حينئذ أسرع فأقول : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ) . إذا ما طلبت نفسي الطعام في غير ميعاده وغرتني شهوة بطني لآكل قبل أن يحل أوان الأكل أصرخ وأقول : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ) .
+ إذا ما ابتدأ الخوار يدب في أعضائي ليعوقني عن الاستمرار في قانون صيامي … ويثور جسدي محتجاً ويجف جوفي ويلتصق لساني بحنكي وتهدد طبيعتي بالإمساك المخيف …. فلكي أسير في طريقي مثبتاً وجهي نحو الصليب لأصل إلي وفاء نذوري أقول : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ حينما أتقدم إلي المائدة وتعاف نفسي نوعاً من الطعام و أتكره أن أسند جسدي باليسير مما قدم لي ، علي أن أدعو : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ حينما أرغب في تقويم القلب والفكر بالقراءة والمزامير ويبتدئ الصداع ينغص علي سهري ويستدرجني لطلب النعاس في غير ميعاده . وتثقل رأسي ويلتصق عقلي بالصفحة التي أمامي وأجد نفسي وقد غمرت في بحر عميق من التراخي تجوز علي لججه ، لجة تنادي لجة ، ويتقدم تيار النوم ليجرفني و يلقيني في ذلك العمق فأحرم من صلاتي ومزاميري ، في ذلك الحين أصرخ هاتفاً : أما يهمك يا رب أني أغرق ؟ ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ حينما يطير النوم من عيني وأقضي الليالي تباعاُ وأنا مسهد قد دب في الهزال من الأرق وقد أحكم علي الشيطان شباكه ليلقيني في جو من الانزعاج والقلق أتنهد وأقول : ألا تعطي يا رب أحباءك نوماً ؟ ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ عندما أكون في جهادي ضد الخطية وقد ألتهب جسدي بشهوة اللذة وقد سرى في أعضائي إحساس خفي بوجع الزنا الرديء ، وقد وقف الشيطان مقابلي يجذبني جذب اليائس المتوقح ، فلكي لا تحرق هذه النار الثائرة زهور العفة في أصرخ : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ وعندما يتحنن القدير فيرفع هذه الضغطة عني ويطفئ لهيب الشهوة مني أناديه لكي تدوم راحتي فيه ويبقي سلامي في طويلاً : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ حينما تسري في لدغة الغيرة المرة وتخيم علي عقلي سحابة من الحسد والبغضة ، وأجد نفسي وقد دفعني العدو من علو سلامي وأخرجني من هدوئي المحبب لي الذي تمنيت لو عشت فيه أبداً
، أصرخ بأنات عميقة : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ إذا ما تآمرت علي نفسي ومجدت ذاتها وطلبت المديح وسعت وراء الثناء والإعجاب ، وجدت وراء الكرامة والشهرة واستبدت بنفسي الآمال والظنون ، أرجع في الحال أستغيث : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ) .
+ وإذا ما أشرقت علي نعمة التواضع والبساطة وبإماتات كثيرة أخضعت روحي للتحرر من نفخة الكبرياء ، فلكي لا ينؤ علي الكبرياء بثقله مرة أخرى عندما تزهو نفسي بنجاحها والعدو واقف يراقبني ليحطمني بلا شفقة ، أدعو : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ عندما أكون مبدد النفس بأفكار طائشة وقد استبدت بي جيوش الظنون والأوهام وقد تاه قلبي ولم أعد أجد في نفسي سلاماً ، أحاول أن أجمع نفسي للصلاة فتتراكم علي أثقال الهموم كالجبال ، وتتراءى أمام ناظري صور سخيفة من ذلك الماضي البعيد الأثيم ! تتزاحم في مخيلتي كأنما يريد الشيطان أن يعرضها كلها في لحظة ، وتنبري لي آثامي وهي تسخر مني كأنها أشباح وظلال تطبق علي فأشعر بأنفاسي وقد انحصرت داخلي ، ونفسي قد جفت حتى عز علي أن أذكر حسنة واحدة من حسنات الحياة ، حينئذ أخرج من ذلك الجو الخانق صارخاً : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
+ وإذا ما شعرت بفاعلية الروح القدس ، وقد أدركت خفياً غوامض من حكمة الله وابتدأ قلبي يتدرج في الحكمة والفطنة والمعرفة وأدركت الفرحة التي لا يعبر عنها باللفظ ، وأنحل عقلي من رباط الماديات فأخذ يطوف حراً طليقاً في أجواء النعمة العليا ، وقد غمرت نفسي مشاعر سرية وأهلت فجأة أن أستدعي للدخول في ذلك النور العجيب وأدرك بالرؤيا استعلانات القدير ، فلكي أدوم هناك طويلاً ولكي أشرب حتى أرتوي ، ألح باشتياق : ( يا الله التفت إلي معونتي . يا رب أسرع وأعني ).
…… سطور من الكتاب البالغ الروعة
حياة الصلاة الأرثوذكسية
رشاد حبيب-
عدد المساهمات : 184
تاريخ التسجيل : 31/01/2010
العمر : 45
مواضيع مماثلة
» الجوع والعطش الى كلمة الله وإلى الله الكلمة
» عتاب إلى الله
» إن الله هو إله الكل
» أمام الله
» الله يحبك أنت!
» عتاب إلى الله
» إن الله هو إله الكل
» أمام الله
» الله يحبك أنت!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى